الإدريسي هو أبو عبد الله محمد بن محمد الإدريسي الهاشمي القرشي، وهو أحد العلماء المسلمين، الذين برعوا في علم الجغرافيا، وهو أهمّ مؤسّسٍ من مؤسسين هذا العلم، بالإضافة إلى دوره في الأدب، والشعر، وعلم النبات، وقد درس الكثير من التخصّصات كالفلسفة، والطب، والنجوم في مدينة قرطبة، وتمّ الاستعانة بمصوراته وخرائطه في الكثير من الكشوفات التي حدثت في عصر النهضة الأوروبية، بالإضافة إلى دوره في تحديد الاتجاهات المختلفة للأنهار، والبحار، والمرتفعات، وتقديم الكثير من المعلومات حول المدن الرئيسية، ومعرفة حدود دول مختلفة.
الاسم الكامل للإدريسيذكر اسم الإدريسي في كتاب الوافي والوفيات على النحو الآتي: محمد بن محمد بن عبد الله بن إدريس بن يحيى بن علي بن حمود بن ميمون ابن أحمد بن علي بن عبيد الله بن عمر بن إدريس بن إدريس بن عبد الله بن الحسن المثنى بن الحسن بن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم القرشي.
لقب الإدريسيأطلق على الإدريسي لقب الصقلي؛ وذلك لاتخاذه جزيرة صقلية مكاناً لاستقراره، بعد أن تعرّضت الدولة الإسلامية للسقوط، وأطلق عليه لقب اسطرابون العرب؛ وذلك نسبة إلى اسطرابون الجغرافي ذو الأصول الإغريقية، وبرز في علم الرياضيات، وقام بالعديد من الاختراعات أهمها علم الهندسة وقبل ظهور العالم أرخميدس.
نشأة الإدريسيولد الإدريسي في العام 1100م، في مدينة سبتة الواقعة في المغرب الأقصى، ولاقته المنية في العام 1166م، تلقى علمه في البيلق، وزار العديد من البلاد كالحجاز، ومصر، وتهامة، إلى أن وصل لعدة سواحل كساحل فرنسا وانجلترا، وشدّ الرحال إلى كلٍّ من القسطنطينية سواحل آسيا الصغرى، وعاش فترةً من حياته في مدينة صقلية، حيث كان أحد الضيوف الذين حلو على ملكها روجر الثاني.
فضّل الإدريسي الاستقرار في صقلية بعد أن سقطت الدولة الإسلامية، وذلك لأنّ ملكها روجر الثاني، من الأشخاص الذين يميلون ويحبون المعرفة والعلم، حيث شرح الإدريسي موقع الأرض في الفضاء، مستعيناً بالبيضة، كي يتمكن من تمثيل شكل الأرض للملك، وشبه صفار البيض الذي يحيط بها، كشكل الأرض في السماء، وهي ملتفةٌ بالعديد من المجرات من حولها.
مؤلفات الإدريسييعتبر كتاب (نزهة المشتاق في اختراق الآفاق)، من أهمّ المؤلفات التي ألفها الإدريسي، وأُطلق عليه عدّة مسميات ككتاب روجر، أو الكتاب الروجري، نسبةً إلى الملك روجر؛ لأنّه هو من طلب من الإدريسي تأليف هذا الكتاب، بالإضافة إلى أنّه طلب منه أن يصنع كرةً من الفضة، وينقش عليها صورةً خاصّةً بالأقاليم السبعة، إلّا أنّ بعض الأقاويل التي ذكرت أن الكرة الفضية قد تحطمت، عند قيام إحدى الثورات في صقلية، وحدث ذلك بعد أن تمّ الانتهاء من صنعها بوقتٍ قصير.
المقالات المتعلقة ببحث عن عالم مسلم